السياسية والمطالبة بالحقوق ومواكبة تطور الأوضاع السياسية وتغييراتها.

إذن تعتبر تلك المرحلة التأسيسية غاية في الأهمية للدارسين والمهتمين بشؤون التحرك الإسلامي في العراق، وذلك للتعرّف على تلك المواقف ونتائجها من ناحية، ومن ناحية أخرى تعتبر مهمة وأساسيّة للمراحل التي تلتها كمسلسلٍ مترابطٍ في التأثر والتأثير للأحداث والنتائج المتعاقبة.

ومن أبرز تلك النتائج أنها شخّصت الوظيفة الشرعية للمتصدين للساحة الإسلامية - علماء وقيادات ميدانية وقواعد شعبية - بمزاولة العمل التغييري وخوض تجربة إدارة التحرك والثورة وربما الحكم أيضاً. ومما لا شك فيه، ان دراسة تلك التجارب الغنيّة بالمواقف والإنجازات والنتائج تشكّل الخلفيّة الحركيّة الراعية للتحرك الإسلامي المعاصر.

2. المعالجة الموضوعية للحقبة التأسيسية: بتقديري أن تلك الحقبة التأسيسية - كما سميناها - وما تلتها من تطورات حركيّة وسياسية في العراق لم تعالَج بالطريقة الموضوعية الطموحة، بحيث تُكتب تلك المساحة المهمة من تاريخ شعبنا بما يتناسب مع مبادئ وقيم الإسلام التي يؤمن بها.

لذلك تحولت تلك الحقبة التأسيسية إلى مادة دسمة لمن يريد أن يضع الأسس التاريخية لتوجهاته العائلية المحلية، أو القومية، أو للصراع الطبقي إثر التفاوت الاقتصادي. وبالفعل تحولت المادة التاريخية لتلك المرحلة إلى أرضٍ خصبةٍ يتنافس على استثمارها المتنافسون، كلٌّ يدعي أحقّيته بذلك.

حقاً لقد أضحى ذلك الإرث الكريم نهباً بأيدي السياسيين الحاكمين -بالتحديد - والباحثين الذين يدورون في فلكهم. والذي ساعد على نجاح هذه العملية بنسبة كبيرة، هو ضعف الكتابات التاريخية بأقلامٍ مهنيّةٍ منصفة. ويمكن القول أن هذا الأمر هو نتاج