responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 127

والسياسية كانت منطلقاتها من الإسلام، في حين ظلّت تحتفظ الاقليات الدينية - كالطوائف المسيحية - بدورها المحدود في إطار الساحة الحركية والسياسية، على المستوى الشعبي - بالذات-. وبذلك برزت القيادة العلمائية للمسلمين الشيعة بشكل واضح - في مراحل موضوع البحث - والذي كرّس موقعها القيادي، بالإضافة إلى الجانب الشرعي والمبدئي، هو وجودها الميداني المتواصل على الأرض، بل المتصدّي للأحداث، والمتفاعل مع طموحات الناس، وبما تمتلك هذه القيادة من صدقية ووعيّ في رؤيتها الحركية، مـمّا جعلها في الموقع القيادي المتقدم لحركة الأمة عموماً. وقد تعزّز الموقع القيادي للعلماء المجتهدين أمام ارتباك القيادة الرسمية، التي كانت تسجل تقهقراً مستمراً في نفوسالعراقيين.

ومع ذلك نرى «الجماعة الإسلامية، ورغم الوحدة الثقافية والأيدلوجية والحضارية التي تجسدها، توزعت إلى ثلاث جماعات، شكّل الانتماء المذهبي العامل الرئيس في تمايز جماعتين منهاهما: المسلمون الشيعة، والمسلمون السنة. بينما شكل الانتماء الأتني (العرقي)، العامل الرئيس في تمايز الجماعة الثالثة التي يمثلها الأكراد، وهم في غالبيتهم من المسلمين السنة»([164]).

الوحدة الإسلامية، محور التحركالواعي

إنّ هذه الجماعات الثلاث، بالرغم من اشتراكها بالأسس الفكرية الإسلامية، إلا أنها تمحورت ضمن دوائرها الخاصة في حركتها ومعارضتها، وصحيح أن أدبيات المسلمين السُّنة كما الشيعة لم تشهد - على الأغلب - اسم الطائفة، وإنّما كانت تنطلق باسم الإسلام والمسلمين إلا أن الخصوصية المذهبية والخصوصية العرقيّة في الأثر العملي لا يمكن تجاوزهما تبعاً للجذور الفكرية والأبعاد التاريخية لكلجماعة.

من هنا برز الخطاب الإسلامي الداعي إلى وحدة الصف، لغرض الوقوف الموحّد بوجه المؤامرات الاستعمارية على المستوى الفكري والعسكري. وهذا


[164] الرهيمي، عبد الحليم: مرجع سابق،ص62.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست