responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 339

الناس. فدخل المصر وأقام فجاء هذا بطعام وهذا بشراب، فأكل وشرب وأوجس في نفسه ذلك، فأوحي إليه أردت أن تذهب حكمتي بزهدك في الدنيا، أما علمت أن أرزق عبدي بأيدي عبادي أحب إلي من أن أرزقه بيد قدرتي[1464].

وروي أن موسى عليه السلام اعتل بعلة فدخل عليه بنو إسرائيل فعرفوا علته فقالوا له: لو تداويت بكذا لبرئت. فقال: لا أتداوى حتى يعافيني الله من غير دواء. فطالت علته فأوحى الله إليه: وعزتي وجلالي لا أبرأتك حتى تتداوى بما ذكروه لك. فقال لهم: داووني بما ذكرتم، فداووه فبرأ فأوجس في نفسه ذلك فأوحى الله إليه: أردت أن تبطل حكمتي بتوكلك علي، فمن أودع العقاقير منافع الأشياء غيري؟![1465].

الفصل الثالث: في سببه ودوائه ودرجاته

إعلم أن من اعتقد اعتقاداً بأنه لا فاعل إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأن له تمام العلم والقدرة على كفاية العباد، ثم تمام العطف والعناية والتوجه بجملة العباد والآحاد، وأنه ليس وراء منتهى قدرته قدرة ولا وراء منتهى علمه علم ولا وراء منتهى عنايته عناية اتكل لا محالة قلبه على الله وحده ولم يلتفت إلى غيره بوجهه ولا إلى نفسه.

ومن لم يجد ذلك من نفسه فسببه أحد أمرين: إما ضعف اليقين، وإما ضعف القلب.


[1464] أنظر: الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 198 ــ 199، الباب الخامس في اليقين والتوكل، الفصل الرابع تحصيل الأسباب لا ينافي التوكل.

[1465] أنظر: نفس المصدر السابق.

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست