المطلوب بدون ذلك لأن الله سبحانه
أبى[1455] أن يجري الأشياء إلا
بالأسباب[1456] كما قال الصادق عليه السلام؛ وأحب الله لعباده أن
يطلبوا منه مقاصدهم بالأسباب التي سببها لذلك وأمرهم بذلك، قال الله تعالى: ((خُذُواْ حِذْرَكُمْ))[1457] وقال في كيفية صلاة
الخوف[1458]: ((وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ
وَأَسْلِحَتَهُمْ))[1459] وقال: ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ
قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ))[1460] وقال لموسى: ((فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً))[1461] والتحصن بالليل اختفاء
عن أعين الأعداء دفعاً للضرر[1462].
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأعرابي لما أهمل البعير وقال:
توكلت على الله «إعقل وتوكل»[1463] الى غير ذلك من الأخبار.
وروي أن زاهداً من الزهاد فارق الأمصار وقام في سفح جبل وقال: لا أسأل
أحداً شيئاً حتى يأتيني ربي برزقي. فقعد سبعاً فكاد يموت ولم يأته رزقه، فقال: يا
رب إن أحييتني فأتني برزقي الذي قسمت لي وإلا فاقبضني إليك. فأوحى الله إليه:
وعزتي وجلالي لا أرزقك حتى تدخل الأمصار وتقعد بين