responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 278

بالخوف بحسب قوة علمه بالأسباب المفضية إلى قتله، وهو تفاحش جنايته وكون الملك في نفسه غضوباً منتقماً، وكون هذا الجاني عاطلاً عن كل حسنة تمحو أثر جنايته عند الملك، فالعلم بتظاهر هذه الأسباب سبب لقوة الخوف وشدة تألم القلب، ولسبب ضعف هذه الأسباب يضعف الخوف.

فهذا العلم سبب لاحتراق القلب وتألمه وخوفه وهو الحال، وهذا الحال يثمر فعلاً بالاستعداد والتهيؤ لما يصلح للعفو.

والخوف من الله تارة يكون بمعرفة الله تعالى ومعرفة صفاته، وتارة يكون بكثرة الجناية من العبد بمقارفة المعاصي، وتارة يكون بهما جميعاً وبحسب معرفته بعيوب نفسه ومعرفته بجلال الله، فأخوف الناس لربه أعرفهم بنفسه وبربه[1175]، ولذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم: أنا أخوفكم لله[1176]. ولذا قال تعالى: ((إِنَّما يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماء))[1177].

ثم إذا كملت تلك المعرفة وأورثت حال الخوف واحتراق القلب افضى أثر الحرقة من القلب على القلب وعلى البدن وعلى الجوارح وعلى الصفات:

أما في البدن فبالنحول والصفار والبكاء ونحو ذلك.

وأما في الجوارح فبكفها عن المعاصي وتقييدها بالطاعات تلافياً لما فرط واستعداداً للمستقبل، ولذلك قيل: ليس الخائف من يبكي ويمسح عينيه بل من يترك ما يخاف بأن يعاقب عليه[1178].


[1175] عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه».

روضة الواعظين،الفتال النيسابوري:1/20،مجلس في معرفة الله،باب الكلام في النظر وما يؤدي إليه.

[1176] المحجة البيضاء،الفيض الكاشاني:7/270،كتاب الخوف والرجاء،بيان حقيقة الخوف.

[1177] سورة فاطر/ 28.

[1178] أنظر: مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 2/ 132. إحياء علوم الدين، الغزالي: 4/ 136، كتاب الخوف والرجاء، بيان حقيقة الخوف.

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست