responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 279

وأما الصفات فهو أن يقمع الشهوات بالخوف ويؤدب الجوارح ويكدر اللذات، فتصير المعاصي المحبوبة عنده مكروهة، كما يصير العسل مكروهاً عند من يشتهيه إذا عرف أن فيه سماً، فتحترق الشهوات بالخوف وتتأدب الجوارح ويحصل في القلب الذبول والخشوع والذلة والاستكانة، ويفارقه الكبر والحقد والحسد، بل يصير مستوعب الهمة بخوفه والنظر في خطر عاقبته فلا يتفرق لغيره ولا يكون له شغل إلا المراقبة والمحاسبة والمجاهدة والضنة بالأنفاس واللحظات ومؤاخذة النفس في الخطرات والخطوات والكلمات، فيكون ظاهره وباطنه مشغولاً بما هو خائف منه لا متسع فيه لغيره.

هذا حال من غلبه الخوف واستولى عليه، وأقل درجات الخوف مما يظهر أثره في الأعمال الامتناع من المحظورات[1179]، ويسمى الكف الحاصل من المحظورات ورعاً، فإن زادت قوته وكف عما يتطرق إليه إمكان التحريم فيسمى ذلك تقوى، إذ التقوى أن يترك ما يريبه[1180] إلى ما لا يريبه، وقد يحمله على أن يترك ما لا بأس به مخافة ما به بأس وهو الصدق في التقوى، فإذا انضم إليه التجرد للخدمة فصار لا يبني ما لا يسكنه ولا يجمع ما لا يأكله ولا يلتفت إلى دنيا يعلم أنها تفارقه ولا يصرف إلى غير الله تعالى نفساً من أنفاسه فهو الصدق وصاحبه جدير بأن يسمى صديقاً.

ويدخل في الصدق التقوى، وفي التقوى الورع، وفي الورع العفة، فإنها عبارة عن الامتناع عن مقتضى الشهوات خاصة، فإذا الخوف يؤثر في الجوارح بالكف والإقدام[1181].


[1179] الحظر:هو خلاف الإباحة. المحظور: المحرم.

لسان العرب، ابن منظور: 4/ 202، مادة "حظر".

[1180] الريب: الشك. والريب: ما رابك من أمر، والاسم الريبة بالكسر، وهي التهمة والشك. الصحاح، الجوهري: 1/141، مادة "ريب".

[1181] أنظر: الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 160 ــ 161، الباب الثالث في الرجاء والخوف، الفصل الأول حال من غلب عليه الخوف. المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 7/ 269 ــ 271، كتاب الخوف والرجاء، بيان درجات الخوف واختلافه في القوة والضعف. إحياء علوم الدين، الغزالي: 4/ 136 ــ 137، كتاب الخوف والرجاء، بيان حقيقة الخوف.

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست