responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 179

ومن ظن أنه ينجو بتقوى أبيه فهو كمن ظن أنه يشبع بأكل أبيه ويروى بشرب أبيه ويصير عالماً بعلم أبيه، ويصل إلى الكعبة ويراها بمسعى أبيه.

فصل: في غرور أهل العلم

وهم فرق: فمنهم من أحكم العلوم العقلية والشرعية وتعمق فيها وغفل عن تفقد الجوارح وحفظها عن المعاصي وإلزامها الطاعات، وغفل عن أن العلم إذا لم يعمل به كان وزراً ووبالاً ولم يزدد من الله إلا بعداً، و«أن العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل»[759]، وأن «أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه[760]»[761].

ومنهم: من أحكم العلم والعمل وواظب على الطاعات وترك المعاصي الظاهرة من الجوارح وأهمل تفقد الرئيس ليمحو عنه المعاصي المهلكة والسموم القاتلة التي تفوت حياة الأبد، كالحسد والرياء والحقد والكبر والعجب وحب الجاه ونحوها، وربما لم يعرف حقائق هذه الأمور وأقسامها فضلاً عن علاجها ومعالجتها، وقد أكب على الفضول وترك الفرض، وهو لم يتصف بحقيقة الإنسانية، ويظن أنه قد بلغ من العلم مبلغاً لا يعذب الله مثله، بل يقبل في الخلق شفاعته وأنه لا يطالبه بذنوبه لكرامته عند الله.


[759] عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي: 4 / 66 ــ 67، الجملة الثانية في الأحاديث المتعلقة بالعلم وأهله وحامليه/26.

[760] في المنية: "لم ينفعه علمه".

[761] منية المريد، الشهيد الثاني: 135، الباب الأول في آداب المعلم والمتعلم، القسم الأول آدابهما في أنفسهما، الأمر الأول.

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست