responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 180

ومنهم: من علموا هذه الأخلاق الباطنة وعلموا آفاتها وكيفياتها إلا أنهم للعجب بأنفسهم يظنون أنهم منفكون عن الأخلاق المذمومة، وأنهم أرفع عند الله من أن يبتليهم بها وإنما يبتلي بها العوام، ثم إذا ظهر على أحدهم مخائل الكبر والرئاسة وطلب العلو والشرف قال: ما هذا كبر وإنما هذا طلب عز الدين وإظهار شرف العلم ونصرة دين الله وإرغام أنف المخالفين. ومهما انطلق اللسان بالحسد في أقرانه وفي من رد عليه شيئاً من كلامه لم يظن بنفسه أن ذلك حسداً، ولكن قال: إنما هذا غضب للحق ورد على المبطل في عداوته وظلمه.

ثم لو طعن عليه غيره من أهل العلم لم يكن غضبه مثل غضبه الآن بل ربما يفرح به، وإذا خطر له خاطر الرياء قال: هيهات إنما غرضي من إظهار العلم والعمل اقتداء الخلق بي ليهتدوا إلى دين الله ويتخلصوا من عقاب الله.

ولا يتأمل المغرور أنه ليس يفرح باقتداء الناس بغيره كما يفرح باقتدائهم به، فلو كان غرضه صلاح الخلق لفرح بصلاحهم على يد من كان.

وربما يتذكر هذا المعنى فلا يخليه الشيطان أيضاً، بل يقول: إنما ذاك لأنهم إذا اهتدوا بي كان الأجر والثواب لي، وإنما فرحي بثواب الله لا بقول الخلق.

هذا ما يظنه بنفسه والله مطلع على سريرته، وقد ((زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً))[762] وضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً[763].

ومنهم: قوم اقتصروا على علم الفتاوى والحكومات والخصومات وتفاصيل المعاملات الدنيوية الجارية بين الخلق لمصالح المعائش، وصرفوا أعمارهم في معرفة دقائق السلم والإجارة والظهار واللعان والجراحات الدعاوي والبينات والحيض


[762] سورة فاطر/ 8.

[763] إشارة إلى قوله تعالى: ((الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)) سورة الكهف/ 104.

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست