باكين[755]، وهم مع غاية المعاصي
والمساوئ قد أصبحوا راجين آمنين[756]. وربما سول الشيطان لهم أن
إنساناً إذا أحب أحداً أحب أولاده تبعاً، وأن الله يحب آباءكم فهو يحبكم تبعاً،
فلا يحتاج في بذل الجهد في الطاعات وترك المعاصي. وغفلوا عن أنه ليس بين الله وبين
أحد قرابة، وأن الله إنما يحب المطيع ويبغض العاصي، وقد قال نوح: رب إن ابني من
أهلي فقال تعالى: ((إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ))[757] وإن إبراهيم استغفر
لأبيه فلم ينفعه ذلك[758].
[755]
في تفسير عليّ بن إبراهيم: حدّثني أبي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه
السلام: إن صفيّة بنت عبد المطّلب مات ابن لها. فأقبلت. فقال لها عمر: غطّي قرطك!
فإنّ قرابتك من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تنفعك شيئا. فقالت له: هل
رأيت لي قرطا يا بن اللّخناء!؟ ثمّ دخلت على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم).
فأخبرته بذلك و بكت. فخرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فنادى: الصّلاة
جامعة! فاجتمع النّاس. فقال: ما بال أقوام يزعمون أنّ قرابتي لا تنفع!؟ لو قد قربت
المقام المحمود، لشفعت في أحوجكم.
و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
تفسير القمي، القمي: 1/ 188، تفسير سورة المائدة،
أقسام الصوم.
وفي مجمع البيان: قال (صلى الله عليه وآله وسلم): كلّ
حسب ونسب منقطع، إلا حسبي ونسبي.
مجمع البيان، الطبرسي: 7/211، تفسير سورة المؤمنون.
ونشير ههنا بإيجاز أننا أوضحنا منابع المؤلف السيد
عبد الله شبر (قدس سره) في كتابه هذا عن الفيض الكاشاني من مصنفاته، وهذا الأخير
قد اعتمد بالأخذ عن الغزالي وقد حدث مزج وخلط بين عقائد المدرستين حين النسخ دون
الإشارة إلى ذلك، فأوجزنا الإشارة لعدم الإطالة.
[756] إن هذا الكلام مخالف لعقائد الخاصة تماما حيث فيه
الإشارة إلى أن آباء العلويين، أي: الأئمة عليهم السلام يصدر منهم الذنب، وهذا
مناف للعصمة، لذا ننوه أن الكلام مأخوذ عن العامة فتأمل، والظن بعيد أن يكون رأي
السيد المؤلف (قدس سره) أعلاه على ما هو عليه من الورع كما هو مذكور.