responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 165

الفصل الأول: في سبب حب الجاه

إعلم أن المال ملك الأعيان المنتفع بها، ومعنى الجاه ملك القلوب المطلوبة تعظيمها وطاعتها، والسبب في حب المال هو السبب في حب الجاه وزيادة، لأن ملك القلوب يتبعه ملك الأعيان، ويرجح الجاه على المال من وجوه ثلاثة:

الأول: إن التواصل بالجاه إلى المال أيسر من التوصل بالمال إلى الجاه، إذ العالم والعابد الذي يريد حصول الجاه في القلوب لو قصد اكتساب المال تيسر له، فإن أموال أرباب القلوب مسخرة للقلوب ومبذولة لمن اعتقد فيه الكمال، وأما الرجل الخسيس الذي لا يتصف بصفة كمال إذا وجد كنزاً ولم يكن له جاه يحفظ ماله وأراد أن يتوصل بالمال إلى الجاه لم يتيسر له.

الثاني: إن المال معرض للتلف بالغضب والسرقة والقلوب سالمة من ذلك، وإنما تغضب القلوب بقبح الحال وتغير الاعتقاد، وذلك مما يهون دفعه.

الثالث: إن ملك القلوب ينمو ويسري ويتزايد من غير حاجة إلى تعب لأن القلوب إذا أذعنت لشخص واعتقدت كماله نطقت وانطلقت الألسنة لا محالة بما فيها، وانتشر ذلك في الأقطار والأمصار، ولا يزال في زيادة اقتناص القلوب والنمو، والمال لا يمكن استنماؤه إلا بتعب شديد.

ولكن الجاه ليس بمذموم مطلقاً، بل هو كالمال ممدوح من جهة ومذموم من أخرى، وكما أنه لابد للإنسان من أدنى مال لضرورة المطعم والملبس فلابد له من أدنى جاه لضرورة المعيشة مع الخلق كما يحتاج الإنسان إلى طعام يتناوله ويجوز أن يحب الطعام والمال الذي يباع به الطعام، وكذلك لا يخلو عن الحاجة إلى خادم يخدمه ورفيق يعينه وسلطان يحرسه ويدفع عنه ظلم الأشرار، فحبه لأن يكون له في قلب

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست