responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 106

ثم إذا كان خائفاً على زوال تلك النعمة مشفقاً على تكدرها أو يكون فرحه بها من حيث إنها من الله فليس بمعجب، بل هو إعظام النعمة مع نسيان إضافتها إلى المنعم، وإذا انضاف إلى ذلك أن غلب على نفسه أن له عند الله حقاً وأنه منه بمكان حتى توقع بعمله كرامة له في الدنيا، واستبعد أن يجري عليه مكروه استبعاداً يزيد على استبعاده في ما يجري على الفساق سمي هذا الإدلال بالعمل، فكأنه يرى لنفسه على الله دالة. وكذلك قد يعطي لغيره شيئاً فيستعظمه ويمن عليه فيكون معجباً، فإن استخدمه واقترح عليه الاقتراحات أو استبعد تخلفه عن قضاء حقوقه كان مدلاً عليه.

وآفات العجب كثيرة، فإنه يدعو إلى الكبر لأنه أحد أسبابه، ويتولد من الكبر الآفات الكثيرة، ويدعو إلى نسيان الذنوب وإهمالها لظنه أنه مستغنٍ عن تفقدها، ويدعو إلى استعظام العبادات والطاعات والمنة بها على الله، وكفى بذلك نقصاً. ويدعو إعجابه بها إلى التعامي عن آفاتها، والمعجب يغتر بنفسه وبربه ويأمن مكر الله ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون[451].

ويمنعه العجب عن الاستشارة والاستفادة والتعلم، فيبقى في ذل الجهل.

وربما يعجب برأيه الخطأ في الأصول والفروع فيهلك[452].


[451] إشارة لقوله تعالى: ((أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ)) سورة الأعراف/99.

[452] أنظر:الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 97 ــ 98، الباب الرابع في الرياء والكبر والعجب وعلاجهم، الفصل السابع آفات العجب. إحياء علوم الدين، الغزالي: 3/ 325 ــ 326، كتاب ذم الكبر والعجب، بيان آفة العجب.

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست