ومنها: التأثر، وهو أن يتأثر قلبه بآثار
مختلفة بحسب اختلاف الآيات في الرحمة والمغفرة والعذاب ونحو ذلك.
ومنها: الترقي، وهو أن يترقى
إلى أن يسمع الكلام من الله لا من نفسه، فدرجات القراءة ثلاث: أدناها أن يقدر
العبد كأنه يقرأ على الله تعالى واقفاً بين يديه وهو ناظر إليه ومستمع منه، فيكون
حاله عند هذا التقدير السؤال والتملق[474] والتضرع[475] والابتهال[476]، ثم أن يشهد بقلبه
كأن ربه يخاطبه بألطافه ويناجيه بأنعامه وإحسانه، فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء
والفهم، ثم أن يرى في الكلام المتكلم وفي الكلمات الصفات، فلا ينظر إلى نفسه ولا
إلى قراءته، ولا إلى تعلق الأنعام به من حيث إنه منعم عليه، بل يكون مقصور الهم
على المتكلم بوقوف الفكر عليه، كأنه مستغرق بمشاهدة المتكلم عن غيره، وهذه درجة
المقربين، وما قبلها من درجات أصحاب اليمين[477]، وما عداها من درجة
الغافلين. وعن الدرجة العليا