أخبر الإمام الصادق عليه السلام
في ما روي عنه فقال: «والله[478] لقد تجلى الله لخلقه في كلامه
ولكن لا يبصرون»[479].
ومنها: التبري، وهو أن يتبرى
من حوله وقوته والالتفات إلى نفسه بعين الرضا والتزكية، فإذا تلا آيات الوعد
والمدح للصالحين فلا يشهد نفسه عند ذلك بل يشهد الموقنين والصديقين فيها. ويتشوق
أن يلحقه الله بهم، وإذا تلا آية المقت[480] وذم العصاة والمقصرين شهد نفسه
هناك وقدر أنه المخاطب خوفاً وإشفاقاً، وإلى هذا أشار أمير المؤمنين عليه السلام
في الخطبة التي يصف فيها المتقين بقوله: وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها
مسامع قلوبهم وظنوا أن زفير جهنم في آذانهم[481]، فإذا رأى نفسه بصورة
التقصير في القراءة كانت رؤيته سبب قربه، وحيث يتلو آيات الرحمة ويغلب على حاله
الاستبشار تنكشف له صورة الجنة فيشاهدها كأنه يراها عياناً، وإن غلب عليه الخوف
كوشف بالنار حتى يرى أنواع عذابها، وهكذا[482].
[481] تحف العقول، الحراني: 159، وصف أمير المؤمنين عليه
السلام للمتقين. وفي الخطبة : «وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم».
[482] أنظر:
إحياء علوم الدين، الغزالي: 1/ 263 ــ 271، كتاب آداب تلاوة القرآن، الباب الثالث
في أعمال الباطن في التلاوة. الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 249 ــ
260، الباب الرابع في تلاوة القرآن.
جامع السعادات، النراقي: 3/367 ــ 378، المقصد الرابع تلاوة القرآن.