الثوري عن الأعمش عن أبي ظبيان قال: رأيت عليا بال وهو قائم حتى أرغى وعليه خميصة له سوداء، ثم دعا بماء فتوضأ، فمسح على نعليه ثم قام فنزعهما، ثم صلّى الظهر»..

ولكن الرواية التي تنسب الفعل لأمير المؤمنين عليه السلام عند النسائي هي رواية مزورة عن رواية نقلوها هم تتكلم عن شرب الإمام للماء واقفاً! والرواية برواية احمد إذ قال[205] «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال أُتي علي رضي الله عنه بكوز من ماء وهو في الرحبة فأخذ كفّاً من ماء فمضمض واستنشق ومسح وجهه وذراعيه ورأسه ثم شرب وهو قائم, ثم قال هذا وضوء من لم يُحدِث, هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل»..

فلاحظ رواية النسائي ورواية احمد سالفة الذكر لتجد أنهما رواية واحدة وإن اختلف السند, لكون تركيب الأسانيد كان سائداً ومن أسهل الأمور وكم ترجموا للمدلّسين الذين كانوا يركّبون الأسانيد من عندهم!!

وكانت صنعة تركيب الأسانيد رائجة للذين لم يتمكنوا من مجاراة فقهاء ذلك الزمان, والذين كانوا يقضون أوقاتاً طويلة في الجدال الفقهي! ذكر علماء الرجال العديد من هؤلاء منهم:

عبد الرحمن بن محمد بن علوية الأبهري أبو بكر القاضي ولي قضاء طوس وأبيورد وغيرهما وكان يركب الأسانيد على المتون[206] ووعبد الله بن عطاء... كان

[203] مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 1 - ص 78.

[204] لسان الميزان - ابن حجر - ج 3 - ص 430.