مقصود لإلصاق القصة بها!!.

وفي قصة اللاتي تظاهرن على نبي الله من نسائه وهما بالتواتر حفصة وعائشة فقد قام عمر بن الخطاب أو من نقل الحديث عنه بتزوير فاضح فنسب القصة لحفصة وأم سلمة (لاحظ حشر اسم أم مسلمة في القصة استبدالاً لعائشة) وهي بريئة كل البراءة من القضية, إذ قال مسلم[643] «حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة اخبرني يحيى بن سعيد عن عبيد بن حنين عن ابن عباس قال أقبلت مع عمر, حتى إذا كنا بمر الظهران, وساق الحديث بطوله كنحو حديث سليمان بن بلال غير أنه قال قلت شأن المرأتين قال حفصة وأم سلمة»!.

وروى ابن ابي الدنيا[644] «حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو شهاب، أخبرني هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير قال: دعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، امرأة إلى الطعام، وكان في لسانها شئ، فقالت: يا رسول الله، إني صائمة فقال: لم تفعلي, فلما كان يوم آخر، تحفظت بعض التحفظ، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطعام، فقالت: يا رسول الله إني صائمة. قال: قد كذبت، ولم تفعلي فلما كان في اليوم الثالث، تحفظت، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطعام.. فقالت: يا رسول الله، إني صائمة قال: قد فعلت» وقد دفن هذا الحديث ولم نعرف من التي كان يأكل معها النبي يوميا وهي تغتاب المسلمين وليس لها صيام!.

وحتى يقوموا بإبعاد كل شبهة عن المعنيّتين قاموا بالصاق التهمة في رواية ثانية

[639] صحيح مسلم - مسلم النيسابوري - ج 4 - ص 191 - 192.

[640] كتاب الصمت وآداب اللسان - ابن أبي الدنيا - ص 107.