وأنت ترى ان هناك ثغرة في الحديث فالقارئ لا يجد سببا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا لهم, وذلك لكون النص قد (أغفل) ما قاله الصحابيان!.

بينما روى البيهقي[403] والمباركفوري[404] والصنعاني[405] «أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكى أنبأنا محمد بن إبراهيم العبدي حدثنا ابن بكير حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال إن رجلاً من أسلم جاء إلى أبى بكر الصديق رضي الله عنه فقال إن الآخر زنى, فقال له أبو بكر هل ذكرت هذا لأحد غيري؟ فقال لا, قال أبو بكر فتب إلى الله واستتر بستر الله فان الله يقبل التوبة عن عباده, فلم تقره نفسه حتى أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له كما قال لأبي بكر رضي الله عنه, فقال له عمر كما قال له أبو بكر رضي الله عنهما فلم تقرَّه نفسُه حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الآخر زنى قال سعيد فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مراراً كل ذلك يعرض عنه حتى إذا أكثر عليه بعث إلى أهله فقال أيشتكي به جِنّة؟ فقالوا: والله إنّه لصحيح, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبِكر أم ثيبّ؟ فقالوا: بل ثيبّ فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرُجِم».

فالذي يدقق في الروايات يجد أنها تحتوي على عناصر متكررة, فالنبي وماعز بن مالك الأسلمي او كما قيل في بعضها «رجل من أسلم» والرجلان (فلان

[400] السنن الكبرى - البيهقي - ج 8 - ص 228.

[401] تحفة الاحوذي - المباركفوري - ج4 - ص595.

[402] المصنف - عبد الرزاق الصنعاني- ج 7 - ص323.