صَدَقَة}[343] لئلا يناجي أهل الباطل
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيشق ذلك على أهل الحق، قالوا: يا رسول الله
ما نستطيع ذلك ولا نطيقه، فقال الله عز وجل: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ
فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}[344] وقال: لا خير في كثير من
نجواهم، إلّا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، من جاء يناجيك في هذا
فاقبل مناجاته، ومن جاء يناجيك في غير هذا فاقطع أنت ذاك عنه لا تناجه. قال: وكان
المنافقون ربما ناجوا فيما لا حاجة لهم فيه، فقال الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ
بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ}[345]. قال: لأن الخبيث يدخل
في ذلك».
وتبعه ابن حزم الظاهري في الناسخ والمنسوخ فقال[346]
«سورة المجادلة.. وجميعها محكم غير آية واحدة وهي قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ
صَدَقَةً}[347].. نُسخت بقوله تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ
تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ}[348] فنسخ الله تعالى ذلك
بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والطاعة لله والرسول»!!
فالآية على رأي ابن حزم لم تُنسخ بفعل أمير المؤمنين عليه السلام, بل