إمكان رؤية الأحياء للأموات، والمحتضر أولى بذلك

محمد: (أريد أن أسأل سؤالاً آخر، وأنا وإن كنت أعرف ردة فعلكم إلا أني سأسأل، لأني سأموت إذا لم أعرف، وسؤالي هو: ان عقلي لا يتقبل حضور الأئمة والنبي والسيدة الزهراء + لأني رأيت عدة من المحتضرين كجدي وجارنا أبا حسين فلم أرَ أو أحس بأنه قد حضر عندهما أحد).

فكتب خالد: (إن عدم إحساسك بما يراه المحتضر ناشئ عن وجود حجاب الدنيا على عينيك وانكشاف هذا الحجاب عن عيني الإنسان المحتضر، فالإنسان ما دام في الحياة الدنيا فإنه محجوب عنه رؤية الملائكة وباقي الموجودات المرتبطة بعالم الآخرة، ولكنه في ساعة الاحتضار يبدأ بمشاهدة ما لم يكن يراه، فيرى الملائكة الذين كانوا يكتبون أعماله، ويرى ملك الموت وأعوانه، ويرى أعماله السيئة أو الحسنة ماثلة أمامه، وقد ورد في القرآن الكريم التصريح بوجود غطاء على أعين الأحياء يمنعهم من رؤية العالم الآخر وموجوداته، فإذا جاءت سكرة الموت كشف عن الإنسان هذا الغطاء وصار بصره حديداً[345].

وينبغي أن تعلم أنّ رؤية الميت وعدم رؤيته لا دخل لها بحكم العقل حتى تقول إن عقلي لا يتقبل حضور الأئمة والسيدة الزهراء + عند المحتضر، فهذه أمور لا تثبت بحكم العقل[346]، ولا مجال لإثباتها أو إنكارها إلا

[345] قال سبحانه في سورة ق الآية 19 ــ 22: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ... فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ).

[346] ومثلما أن العقل لا يثبتها كذلك العقل لا يمنع من أن يرى المحتضر ملك الموت وأعوانه والنبي الأعظم . وباقي المعصومين +.