قال خالد: (صحيح ما تقول، ولكم تمنيت أن أراك وأرى بعض الأصدقاء الذين كانوا معنا في الصف قبل أن أعود إلى بيتنا، وها أنا بحمد الله أحقق أمنيتي) قال خالد هذه الكلمات وسكت وصرف بوجهه إلى الأرض وعلامات الحزن قد بدت على محياه وكأنه تذكر أمراً هيج عليه إحساس الكآبة.

أحس أسامة بوقوع أمر مهم لصديقه خالد فخاطبه بالقول: (عفوا قد يكون سؤالي تدخلا فيما لا يعنيني، ولكني لا أجد بداً عن سؤالك، هل من أمر مهم نزل بك؟ لأني أرى حالك قد تغير فجأة).

تنهد خالد ورفع رأسه عن الأرض وقال: (أنت تعرف ان أختي تسكن هاهنا مع زوجها وأربعة من أطفالها، وكل علمنا بهم انهم يعيشون عيشة مستورة بسيطة لكنها سعيدة، ولم نكن نحمل همهم كثيراً لان زوجها رجل متدين وهو قائم بجميع شؤونهم الحياتية، كان هذا تصورنا عنهم، إلى أن دق جرس الهاتف ذات ليلة، فرفعت أمي سماعة الهاتف، وعرفنا من كلماتها ان المتصلة هي أختي، وبعد كلمات الترحيب والشوق والسؤال عن الحال بدأت أمي تسكت طويلا وهي تستمع إلى كلام أختي، وبدأ مع طول سكوتها لون وجهها يتغير، ولم تعد تقوى على الكلام أكثر من قول: لا، غير معقول!!

ثم تسكت طويلا وتقول: ومتى حدث هذا؟.

ثم تسكت وتقول: ولماذا لم تخبرينا كل هذه المدة؟.

ثم بدأت أمي تبكي، فهرعنا إليها مستفسرين عن الخبر، وعن سبب البكاء فسمعنا ان أختي تبكي أيضا وبصوت عالٍ، أخذت سماعة الهاتف وناديتها: