حوار ساخن

وصل خالد إلى الباب الخشبي فتحه وخرج منه أولاً، ثم خرج بعده أسامة، أمسك خالد بكف أسامة، وقاده إلى ساحة كبيرة مزروعة بحشائش الثيل، وقد وزعت فيها بعض أشجار الكالبتوس بشكل انتقائي جميل، جعل منها تغطي بفيئها أغلب أجزاء الحديقة، وقد وزعت في أرجاء تلك الحديقة بعض الطاولات لمن يرغب بالقراءة في الهواء الطلق، أو لمن يرغب بالقراءة بصوت عالٍ، أو يتشارك مع أصدقائه القراءة والنقاش.

جلس أسامة وخالد تحت ظل إحدى الشجرات بعد أن نفضا الكرسي من بعض ورقات الكالبتوس، نظر أحدهما وجه الآخر نظرة مشتاق، وبادر خالد بالقول: (إيه أسامة أتذكر آخر مرة التقينا بها؟).

فأجابه أسامة على الفور: (نعم كان ذلك اليوم هو اليوم الأخير من امتحانات الصف الثالث المتوسط، وبعدها لم أرك، إلا أني سمعت بأنك وأهلك قد انتقلتم إلى مدينة النجف الأشرف، وسمعت أيضا بأنك بدأت بحضور دروس الحوزة في النجف إضافة إلى دراستك الأكاديمية).