3. ألفاظ الزمان والمكان

"يعد الزمان والمكان جزءاً من الخبرة الذاتية والعقلية للشاعر"[338] فالمكان والزمان لدى الشاعر مفصلٌ مهمٌ من المفاصل التي يعلق عليهما ذكرياته، ويعزو إليهما سبب آلامه وأحزانه؛ لأنها - برأيه - قد شاركتا من دون أدنى شك بالنتيجة الحتمية، فهما حاملتا الذكرى الحزينة والمفرحة، فنظرة الشاعر للزمان والمكان تختلف عن نظرة الإنسان الاعتيادي؛ لأن هناك أمكنة وأزمنة ترتبط مباشرة بالحدث الذي يتمحور حوله عمله الفني، بل إن بعض الأمكنة أصبحت "رمزاً للصراع بين الخير والشر"[339]. ومنه قول الشاعر محمد علي كمونة: (من الوافر)

فهنا الشاعر يشبه الإمام الحجّة / بالقطب الذي تدور حوله الأفلاك أي مصدر الإشعاع والحركة لها كما بين الشاعر أيضاً بأنه البحر الذي يمد

---

[338] ينظر فوغالي، (د.باديس): الزمان والمكان في الشعر الجاهلي، عالم الكتب الحديث، الأردن، ط1، 2008م: 89.

[339] ينظر الاسدي، (مختار): التشيع بين السياسة والتأريخ، دار المحجة البيضاء، ط1، 2010م: 318.

[340] ديوان كمونة: 39.