نزل السيد إبراهيم في دار أبي فرة، إذ اتخذها مركزاً للدعوة وأقبل عليه
كثير من وجوه البصريين يبايعون أخاه محمداً، ثم انتقل إلى دار أخرى في وسط البصرة
تدعى دار أبي مروان واستمر في دعوته لأخيه، وكان أول خروج للسيد إبراهيم في البصرة
في شهر رمضان سنة (145هـ)[37].
ولنا أن نتساءل عن عدم اختيار إبراهيم الكوفة على الرغم من أنها أصلح
المدن لهذه الدعوة الشيعية فهي موطن الشيعة وقد شهدت أمجاد الإمام علي ثم البيعة
لابنه الحسن عليهما السلام وغيرها؟
كان إبراهيم يدرك ما ذكر من صلاحية الكوفة لدعوته إلا أنه لم يكن يستطيع
اتخاذها مركزاً لدعوته فقد كان المنصور العباسي مقيما في الهاشمية على مقربة من
الكوفة، وقد أعد العدة لهذا الأمر وكان باستطاعته القضاء على
[37] ينظر: جهاد الشيعة في
العصر العباسي الأول تأليف الليثي: ص193 ــ 202.