وتسارع الأحداث وتغير وجهات النظر بويع لأبي العباس السفاح شقيق المنصور
خليفة للمسلمين ثم ما لبث السفاح سوى بضع سنين فرحل عن الدنيا تاركا في سدة الحكم
أخاه المنصور.
على أي حال، فقد انحرفت الثورة عن مسارها المخطط الذي رسم لها في الأبواء،
حين مبايعة محمد بن عبد الله بن الحسن ذي النفس الزكية بالخلافة، وقد اتجهت إلى
حمل بني العباس إلى سدة الحكم.
وقد اختفى السيد إبراهيم عن أنظار السفاح مدة حكمه،
فلما ملك المنصور طُلب السيد إبراهيم أشد الطلب ووضع المنصور إلى إبراهيم الرصد
حتى لم تقرّ له أرض، قال ابن الأثير: (وكان قبل ظهوره قد طلب أشد الطلب، فحكت
جاريةٌ له أنه لم تقرّهم أرضٌ خمس سنين، مرةً بفارس ومرةً بكرمان مرة بالجبل ومرةً
بالحجاز ومرةً باليمن ومرةً بالشام)[35].