وهو ممن حضر (مؤتمر الأبواء) الذي شهده بعض الهاشميين ممن له حنكة وحكمة
لوضع إستراتيجية جديدة بعد أفول نجم الدولة الأموية والتهيؤ لأخذ زمام الحكم ووقع فيه
الاختيار على محمد ذي النفس الزكية بن عبد الله المحض ــ شقيق السيد إبراهيم ــ
لما له من صفات حميدة وأخلاق فاضلة فبايعه المؤتمرون وكان أبو جعفر المنصور ممن
بايع وارتضى محمداً، وعلى أثر النجاح الذي أحرزته الجمعيات السرية المنعقدة ضد
النظام الأموي، طلع نجم بني العباس، وكان لهم نشاط سياسي في المجتمع لتحويل الحكم
من البيت الأموي إلى البيت العلوي، وقد رفعوا شعار دعوتهم (إلى الرضا من آل محمد)[34].
بيد أن الأحداث تغيرت بعد مقتل الحاكم الأموي مروان الحمار آخر حكام
الدولة الأموية، إذ ظهرت الدعوة إلى ولد العباس دون محمد ممثل العلويين وباختلاف
الآراء