أخيه يزيد بن أبي سفيان الذي عينه أبو بكر قائـداً لجند الشام بعد أنْ منعه عمر من نصب خالد بن سعيد بن العاص الأموي أميراً على جند الشام؛ بسبب موقف الأخير من بيعة أبي بكر وتأييده لأمير المؤمنين عليه السلام.

طبيعة التحديات

على الصعيد الخارجي لم تكن هناك تهديدات واقعية تواجه دولة عمر لأن الانتصارات المتوالية تكشف عن القدرة العسكرية للجيش وضعف العدو مما كان يكسب الدولة الجديدة قوة عسكرية ومقاماً سياسياً شامخاً ويضيف إلى خزانة الدولة العائدات االمالية الضخمة مما يؤثر ايجابياً في الوضع الاقتصادي العام.

والتحديات الحقيقية التي كانت تواجه عمر كانت على الصعيد الداخلي إذ هناك أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته وبنو هاشم الذين يشكلون اتجاهاً سياسياً ـ دينياً يعارض الحكم القائم ويسـتمد قوته من القرآن الكريم والسـنة المطهرة، وبالإضافة إليهم العوائل القرشية التي أصبحت تطمع بالوصول إلى سـدة الحكم بعد أنْ اصبحوا يرون بأمّ أعينهم عظمة الدولة وتوسع رقعتها وقدرتها السياسية والعسكرية والاقتصادية.

وكان لابد لعمر في سبيل السيطرة على الأوضاع من اتخاذ التدابير التي يُؤمَن معها حكمه من التعرض للخطر.

وأهمّ ما كان يواجه عمر على الصعيد العسكري الحاجة إلى القوات العسكرية، لأن القوات التي كانت في المدينة وما حولها لم تعد كافية لسد الحاجة العسكرية، خاصة بعد توسع جبهة القتال، وبعد مراكز تواجد المقاتلين الذين استقروا في الكوفة والبصرة والشام خاصة وإنّ عدداً كبيراً من قبائل اليمن انتقلت إلى الكوفـة والبصرة، وكثير من أبنائها يدينون بالولاء لأمير المؤمنين عليه السلام.