وأهم المخاطر التي كانت تواجه أبا بكر على الصعيد الفكري أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي أشاد فيها كثيراً بأمير المؤمنين عليه السلام وكان عند أبي بكر مجموعة مدونة من تلك الأحاديث وكان محتاراً في كيفية التعامل معها فهي من جهة تمثّل ثروة ثقافية عظيمة وستساعده في التصدي في المجال الفكري، ومن جهة أخرى إنّ التاكيد على أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصب في صالح أمير المؤمنين عليه السلام على المدى البعيد، فقام أبو بكر بعد ذلك بإتلاف خمسمائة رواية مكتوبة سمعت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان قد حرم بفعله ذاك الأمة من الانتفاع بها خشية عودة الأمة إلى أمير المؤمنين عليه السلام لكن أبا بكر لم يجد الشجاعة الكافية لإصدار أمر عام قاض بإتلاف كل ما دوّن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وأمّا الشيعة فهم أمام هذه الهجمة الشديدة عملوا ما بوسعهم في سبيل بث العلوم النبوية داخل المجتمع وشرعوا بتعليم أبنائهم ومواليهم ما يجعلهم في الغد جنوداً مؤثرين في إقامة الحق وإعادته إلى أهله.

وأمّا على الصعيد الاقتصادي فإن السلطة الحاكمة منعت أنصار أمير المؤمنين عليه السلام من الاشتراك في الفتوحات لتمنع حصولهم على الثروات المالية التي تعود الفتوحات بها على الجيش.

لذا توجه أمير المؤمنين عليه السلام والشيعة إلى استصلاح الأراضي وزرعها فتخلصوا من الحصار الاقتصادي المفروض عليهم.

وعلى الرغم من أنّ واردات الزراعة ليست ضخمة جداً إلاّ أنّ أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام كانوا كثيري الصدقة مما مهد لاستقطاب الناس وكسبهم إلى صف أمير المؤمنين عليه السلام.