تطورات التصدي الشيعي

بعد إنْ انتهى الموقف في التصدي إلى ما وصل إليه من الهجوم على دار الزهراء عليها السلام وما راقفه من مآسٍ إسودّ لها وجه التاريخ كانت هناك عدة حوادث شكلت مفردات من حركة التصدي للسلطة القائمة، قام بأحدها الإمام الحسن عليه السلام وبالبقية السيدة فاطمة عليها السلام.

أمّا حركة الإمام الحسن عليه السلام فتمثلت بوقوفه في وجه أبي بكر وهو على المنبر وقال له أمام الأشهاد:

(انزل عن منبر أبي).

كان لكلمته عليه السلام وقع الصاعقة على أبي بكر إلاّ أنّ الأخير كان يعلم أنّ الوضع الذي تعيشه المدينة يقتضي التعامل بلين مع موقف الإمام الحسن عليه السلام فأظهر اللين والحب والعطف تجاه الإمام الحسن عليه السلام وغير في جوابه المراد من كلمة أبي عن معاناها العرفي ـ الذي يعلم أبو بكر أنه مراد الإمام الحسن عليه السلام ـ إلى معناها المصطلح على الحسنين عليهما السلام فأجابه (نعم، منبر أبيك لا منبر أبي) يريد أنه منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا منبر أبي قحافة.

أما المواقف الأُخَر فكانت للزهراء عليها السلام التي بلغ بها الحزن على فقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مبلغه وأضيف إليه هضم الوصي حقه والإهانة والإذلال الذي جوبهت به عليها السلام وعدم رعاية حرمتها ولا حرمة بيتها، وكل ذلك قد جرى ولم يطل العهد برحيل أبيها، بل ما زالت ذكراه شاخصة في أنظار الجميع.