responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية نویسنده : الحلو، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 61

والترقب لقدوم المنقذ بعد أن يرى ما تفعله ظروف الواقع الظالم والملغي لوجوده وكرامته, ومع هذه الظروف القاهرة يبقى متطلعاً لاستقبال المصلح والمنقذ الذي طال انتظاره له, وبذلك سيتفاعل مع إطروحة الإمام عليه السلام بشكل قد لا يحصل دون هذه الغيبة وهذا الإنتظار.

ونؤكد هنا مرة أخرى أن سبب الغيبة يبقى مدخوراً في علم الغيب وما هذه الدواعي والاسباب المذكورة إلا استخلاصاً للروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) وقراءة لواقع الغيبة والإنتظار.

هذه الغيبة لم تكن الأولى في كيفيتها فقد سبقه إلى ذلك كثير من الأنبياء الذين خافوا من الظالمين وابتعدوا عن أعين الناس حتى أذن الله لهم بالظهور بعد رفع مقتضى الغيبة وأسبابها ومن أولئك الأنبياء الذين غابوا:

1- غيبة نبي الله ادريس عليه السلام

فقد غاب عن قومه بعدما أمر قومه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واعترض على ملِك زمانه الذي صادر أرض الفقير بعد أن قتله وأحوج أهله وعياله فجابه إدريس ذلك الظالم بقوله:

«أيها الجبار إني رسول الله إليك وهو يقول لك: أما رضيت أن قتلت عبدي المؤمن ظلماً حتى استخلصت أرضه خالصة لك, واحوجت عياله من بعده واجمعتهم, أما وعزتي لأنقتمن له منك في الآجل, ولاسلبنك ملكك في العاجل, ولاُخربن مدينتك, ولاُذلن عزك...» [77]

فلم يحتمل هذا الجبار كلام ادريس حتى لاحقه وبقي ادريس غائباً عن قومه متخفياً عن أعين الظالمين.


[77] إكمال الدين:130.

نام کتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية نویسنده : الحلو، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست