responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية نویسنده : الحلو، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 60

ويمكن تلخيص دواعي الغيبة وأسبابها كما يلي:

أولاً- إننا لا يمكن أن نقف على العلة الأساسية والسبب المباشر للغيبة فإنّ ذلك اختص به الله تعالى ومن أطلعهم على غيبه, فإنّ وجه المصلحة غائب عنا ولابد من التسليم لأمره تعالى.

ثانياً- لما كانت مهمة الإمام عليه السلام تقتضي إقامة الدولة الإلهية العادلة فلابد أن يكون ذلك على حساب الأنظمة الجائرة والدول الظالمة, وبالتأكيد فإن هذا الأمر مما يفزع الحاكم الذي لا يرى لنفسه الشرعية أو الأهلية في قيام دولة تتصف بالعدل والقسط على اقل تقدير, مما يعني أن الإبقاء على الإمام المهدي هو بمثابة تمهيد للقضاء على أنظمتها وانتظار سقوطها على يديه في أية ساعة كانت مما يدعوها إلى ملاحقته ومتابعته, لذا فلابد من الإمام أن يبتعد عن مظان الخطر وإحتمالات التهلكة المنهي عنها شرعاً لأي إنسان عادي, فكيف بمن كلف في تنفيذ المهمة الإلهية فهو الأولى في حفظ نفسه الشريفة؛ لأن التفريط وعدم الحفظ يعني التفريط بالمهمة الإلهية الموكل بها عليه السلام, والأمر العقلاني يقتضي أن يبتعد عن إحتمال الخطر، فضلاً عن الأمر المتيقن بخطورته، وبذلك فلابد للإمام أن يغيب عن أعين الناس، ليبتعد عن موارد الخطر المظنون والمتيقن حتى يأذن الله له بالظهور.

ثالثاً- إنّ تأسيس العالمية تحتاج قيادتها إلى أن تنطلق من مركز يضم شعباً متكاملاً واعياً لمسؤوليته، ومتفهماً لإطروحة الإمام أيُما تفهم, ولابد أن تكون فترة طويلة يمر بها هذا الشعب بمختلف التمحيص والاختبارات؛ لصقل ذاته وتنمية قابلياته على تحمل مسؤوليته الملقاة عليه, والظاهر أن فترة الغيبة ستتدخل في تكامل الشخصية ووعيها نتيجة للظروف القاهرة التي ستمر بها من امتحان واختبار وتمحيص.

رابعاً- تعد فترة الغيبة الكبرى- على ما نعتقد- فترة كافية لخلق حالة الشوق

نام کتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية نویسنده : الحلو، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست