responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 367

الأرض والخلد فيها، قال: كلا يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي، ثم استغفر لأهل المقابر وانصرف فلما انصرف بدأه شكواه الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم)[656].

وقوله: (هل علمت أن الله خيرني أن يؤتيني خزائن الأرض والخلد فيها ثم الجنة وبين لقاء ربي) دال دلالة واضحة على انه صلى الله عليه وآله وسلم لو اختار البقاء والخلود في الدنيا لكان له ذلك، وهذا البقاء والخلود لا يكون إلا بوجود قابلية لبدنه الشريف لهذا الخلود والاستمرار، ولا يقال ان ذلك ربما يحصل بمعجزة، لان المعجزة لا يصل الأمر إليها ما دام القانون الطبيعي كافياً في تحقيق الغرض، وقد ثبت بالعقل والنقل إمكان ان يحدث ذلك بصورة طبيعية من خلال خلق بدنه الشريف من طينة قابلة للدوام والبقاء والاستمرار، فلا تصل النوبة حينئذ إلى المعجزة.

جيم: حديث عائشة من مصادر أهل السنة يدل على ذلك أيضا

أخرج احمد بن حنبل في مسنده: (عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا مما أسمعه يقول إن الله لم يقبض نبيا حتى يخيره قالت فلما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخر كلمة سمعتها منه وهو يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة قالت قلت إذا والله لا يختارنا وقد عرفت انه الذي كان يقول لنا ان نبيا لا يقبض حتى يخير) [657].


[656] المعجم الكبير للطبراني ج 22 ص 347، وراجع ايضا سنن الدارمي لعبد الله بن بهرام الدارمي ج1 ص 36 ــ 37، وأيضا راجع مسند احمد لأحمد بن حنبل ج 3 ص 488 ــ 489.

[657] نحن لا نتفق مع عائشة في ان كل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كان لهم ميزة الاختيار ما بين البقاء في الدنيا والرحيل إلى الرفيق الأعلى، لما صح في رواياتنا التي ورد ذكر بعض منها من ان هذه المرتبة والميزة خص بها أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ونبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم على رأسهم دون جميع العالمين، لكن عائشة وغيرها دأبوا على أن لا يجعلوا لرسول الله وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين خصوصية يتفردون بها ويمتازون بها عن غيرهم.

نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست