4: عَنْ مَرَاتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فِيهَا

عَنْ: تقدم الحديث عن لفظ (عَنْ) وقلنا انها هنا بمعنى (من).

مَرَاتِبِكُمُ: ضمير الجمع عائد إلى أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، و(مَرَاتِبِ) جمع (رتبة) أو (مرتبة) والمرتبة كما جاء في اللغة هي المنزلة الرفيعة الثابتة عند الملوك وأشباههم، قال الجوهري: (رتب: الرتبة: المنزلة، وكذلك المرتبة)[546]

وقال ابن منظور: (والرتبة والمرتبة: المنزلة عند الملوك ونحوها. وفي الحديث: من مات على مرتبة من هذه المراتب، بعث عليها، المرتبة: المنزلة الرفيعة)[547].

التي: اسم إشارة وضع في اللغة للدلالة على المؤنث.

رتبكم الله فيها: وهذه العبارة تريد بيان ان الفاعل والمنزل والواضع والمثبت لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في تلك المراتب والمنازل المتقدمة هو الله سبحانه وتعالى، وبمعنى آخر ان تلك المراتب والمنازل التي ذكرت سابقا لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هي رتب ومنازل إلهية ربانية، وان شرعيتها وأهميتها مستمدة من الله سبحانه فإذا قبلها الناس فعن الله سبحانه وتعالى يقبلون، وإذا رفضوها فلأمر الله سبحانه وتعالى وحكمه يردون.

المبحث الثالث: تبيان بعض مراتب ومقامات أهل البيت عليهم السلام

لابد قبل البدء بالكلام من الاعتراف والتأكيد على مسألة مهمة وهي أن أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لا يعلم بحقيقة مراتبهم ومقاماتهم إلا الله سبحانه، ولا يحصيها إلا هو جل شأنه، فبعضها كشف لنا على لسان الآيات المباركة والروايات الشريفة، وكثير منها قد حجب خبره عنا لأسباب غيبية ربما، وربما

[546] الصحاح للجوهري ج 1 ص 133.

[547] لسان العرب لابن منظور ج 1 ص 410 فصل الراء.