يلتق لي أبوان على سفاح قط، ولم يزل الله عز وجل ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة هاديا مهديا حتى أخذ الله بالنبوة عهدي، وبالإسلام ميثاقي، وبين كل شيء من صفتي، وأثبت في التوراة والإنجيل ذكري، ورقى بي إلى سمائه، وشق لي اسما من أسمائه الحسنى، أمتي الحمادون، فذو العرش محمود وأنا محمد)[287].

فتبين من كافة أجزاء هذا البحث أن سلام الله سبحانه وتعالى قد رافق أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في كافة عوالم وجودهم ومراحل تقلبهم، وقد تركنا الخوض في عوالم أخرى كسلامتهم في عالم البرزخ والقيامة والجنة وغيرها خوف الإطالة على القارئ العزيز.

رابعاً: فائدة الخوض في مثل هذا البحث

لا يخفى ان البحث في مراتب الأئمة الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وفضلهم واصطفائهم في عوالم ما قبل عالم الحياة الدنيا هو من المباحث التي قلما يتم التعرض لها في الكتب الحديثة، وانها ولشديد الأسف من المباحث التي تم هجرانها من قبل الباحثين المعاصرين، لذا صارت غريبة على الفهم العامي، وأصبح من يتكلم بهذه المباحث الشريفة والحقائق المنيفة يتكلم بشيء غير مسموع لعامة الناس ولا مستساغ عند أكثرهم، مع ان هذه المباحث هي مما أشار إليها القرآن الكريم في كثير من آياته الكريمة، وتناولتها الأحاديث الشريفة عن النبي الأعظم وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بتفصيل قلما حظيت به الكثير من المواضيع العقائدية أو الغيبية الأخرى.

وهو أيضا مما فصل العلماء الأعلام القول به قديما، فعقدوا له فصولا وأبوابا في كتب الرواية والحديث، ويندر أن ترى في أصول كتب السابقين من الأعلام

[287] الأمالي للشيخ الصدوق ص 723.