responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 185

الشيء في غير موضعه، فهو إنما يلزم لو انعكس الأمر، أو وقع التساوي، وبما قررنا تبين فساد توهم أن الإيمان والفضل والكمال وأضدادها تابعة لطهارة الطينة وصفاتها، وخباثة الطينة وظلمتها، وهذا التوهم يوجب الجبر وبطلان الشرائع والتأديب والسياسة والوعد والوعيد نعوذ بالله منه)[263].

وقال السيد نعمة الله الجزائري: (إن الأرواح لما خلقت قبل الأشباح وورد عليها قلم التكليف في عالم الأظلة، وكانوا بين مطيع وعاص، صارت كل روح من الأرواح مستعدة لان تركب مع قالب يناسبها في الاستعداد والطاعة، فدخلت روح المؤمن في طينة من عليين، وروح الكافر في سبخة من سجين. وأنت إذا أحطت علما بما ألقيناه إليك من هذا الكلام يسهل عليك الجواب عن كثير من الشبه والاعتراضات الواردة فيما يناسب هذا المقام...)[264].

ثم ان زيارة عاشوراء ذكرت في الفقرة التي نحن بصدد شرحها ان سلام الله سبحانه متوجه أيضا للشهداء الكرام الذين استشهدوا بين يدي الحسين صلوات الله وسلامه عليه في يوم عاشوراء لانها قالت (عَلَيْكُمْ مِنِّي جَمِيعاً سَلامُ اللَّهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ) وهذا السلام والسلامة من الله سبحانه في عالم الطينة مثلما شمل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كذلك شمل الشهداء الذين استشهدوا دون الحسين ونصرته؛ إذ خلق أرواحهم من فاضل طينة أبدان أئمتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وبهذا اللطف وفقوا لمحبتهم ونصرتهم والدفاع عنهم والقتل في سبيلهم، فسلمهم الله سبحانه من ان يكونوا من طينة أعدائهم فيسلبوا توفيق النصرة وحلاوة المحبة التي دفعتهم للجود بالنفس الذي هو غاية الجود.

 


[263] شرح أصول الكافي للمولى محمد صالح المازندراني ج 8 ص 5 ــ 6.

[264] نور البراهين للسيد نعمة الله الجزائري ج 1 شرح ص 542.

نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست