responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 141

مسد غيبتهم وفقدهم، فلما فقد من الدنيا أثره، ورفع من بين العالمين شخصه، بانت وحشة فراقهم، ورفعت من بين العالمين ألطاف وجودهم.

وقد استشهد الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه بهذا المعنى يوم عاشوراء، حينما خطب في جيش البغي والظلم بقوله: (فانسبوني وانظروا من أنا، ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي، ألست ابن بنت نبيكم، وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين المصدق لرسول الله بما جاء به من عند ربه، أوليس حمزة سيد الشهداء عمي، أوليس جعفر الطيار في الجنة بجناحين عمي، أو لم يبلغكم ما قال رسول الله لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة... أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي...)[162]، فبقوله هذا أرادصلوات الله وسلامه عليه من الأمة أن تعي وتفهم ان وجوده بين ظهرانيهم فرصة ونعمة لن تتكرر، وسترفع منهم إلى يوم القيامة فيما لو قوبلت بالجحود والنكران، وهو ما حدث بالفعل.

وكلام السيدة زينب العقيلة صلوات الله وسلامه عليها مع أخيها الحسين صلوات الله وسلامه عليه ليلة عاشوراء يدل دلالة واضحة على هذا المعنى، فحينما سمعت العقيلة زينب صلوات الله وسلامه عليها أخاها الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه يردد ليلة العاشر أبياتا من الشعر مشهورة ومذكورة في كتب المقاتل، علمت انه قد عزم على الموت، وان فقد هذا الموجود العظيم بات وشيكا، وان فرصة وجوده في الحياة الدنيا صارت قصيرة جدا، فأحست بعظم المصيبة، وبهول الخطب، فصاحت: (وا ثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن يا خليفة الماضين وثمال الباقين)[163].


[162] الإرشاد للشيخ المفيد ج 2 ص 97 ــ 98خطبة الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء.

[163] مثير الأحزان لابن نما الحلي ص 35 المقصد الأول على سبيل التفصيل للأحوال السابقة لقتال آل الرسول.

نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست