والوتر صفة من
صفات الله سبحانه (لأنه البائن من خلقه الموصوف بالوحدانية من كل وجه ولا نظير له
في ذاته ولا سمي له في صفاته ولا شريك له في ملكه، فتعالى الله الملك الحق)[160].
فيتبين من مجموع
ما مر ان من معاني الوتر هو الموجود المتفرد بصفة أو صفات لا يشاركه فيها أحد
غيره. وهذا المعنى متحقق في شخص الإمام الشهيد صلوات الله وسلامه عليه، والى هذا
أشار العلامة المجلسي قدس الله روحه بقوله: (وتر الله أي الفرد المتفرد في الكمال
من نوع البشر في عصره الشريف) [161].
ووجه تحقق هذا
المعنى في شخص الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه: من حيث انه من الخمسة أهل
الكساء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين الذين كانوا في عصر وجودهم الشريف أفضل أهل
الأرض وأكملهم، والمتفردين بكل مراتب الكمال من سائر الأنام، فلما فقد النبي صلى
الله عليه وآله وسلم وارتحل من دار الفناء، وارتحلت من بعده ابنته الصديقة الشهيدة
صلوات الله وسلامه عليها، والتحق بهما الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه
مغدورا مسلوب الحق، وبعد مدة ليست بالطويلة التحق بهما ابنهما الإمام الحسن صلوات
الله وسلامه عليه المسموم المهتضم، بقي الإمام السبط الحسين بن علي صلوات الله
وسلامه عليه بعد رحيل هؤلاء الأطهار وحيد أهل زمانه بالفضل، والمتفرد من دونهم بالكمال،
فانطبق عليه لقب الوتر الذي بمعنى المتفرد في الكمال من نوع البشر. لذا كان فقده صلوات
الله وسلامه عليه يوم عاشوراء فقدا لعامة أهل الكساء الأطهار، لان بركة وجوده
المبارك كانت مذكرة بهم، وسادة