responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 132

وبين آل علي وأنصارهم أنصار الإيمان، بل هي قضية كونية إلهية، لان الحرب التي راح ضحيتها الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لم تكن موجهة ضد شخص الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه بوصفه شخصا عاديا من سائر أفراد المجتمع الإسلامي، بل بوصفه السد المنيع المنصوب من قبل الله سبحانه والذي كان يحول دون عبث الأمويين واستهتارهم بالحرمات الإلهية والمقدرات الإسلامية، فلم يستطيعوا تجاوز هذا السد الإلهي ولا إسكاته إلا بقتله وسفك دمه الطاهر، لذلك تكفل الله سبحانه بأخذ ثاره، والاقتصاص من قتلته بنفسه، لأن الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه استشهد في سبيله، فكان حقا على الله سبحانه أن يكون هو الضامن لدمه وحقه وثاره.

فكان الزائر حينما يسلم عليه بقوله: (السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ) فانه يقصد: (السلام عليك يا من أعطى لله سبحانه حقه، وبذل غاية مجهوده في الدفاع عن حرماته، فضمن الله سبحانه له الأخذ بثاره ودمه والانتقام من قتلته).

المعنى الثالث: وقد يطلق الثار على الثائر الذي لا يبقي شيئاً حتى يأخذ بثاره

قال الزبيدي: (ويقال للثائر أيضا: الثأر، وكل واحد من طالب ومطلوب ثأر صاحبه)[151]وقال الجوهري في الصحاح: (والثائر: الذي لا يبقي على شيء حتى يدرك ثأره)[152] وكذا قال ابن منظور في لسان العرب[153].

فيصبح بذلك معنى قول الزائر لإمامه (السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ) هو: (السلام عليك يا من سيثور الله سبحانه لأجل الأخذ بدمك وحقك والاقتصاص من قتلتك،


[151] تاج العروس للزبيدي ج 6 ص 139 مادة ثأر.

[152] الصحاح للجوهري ج2 ص603 فصل الثاء.

[153] لسان العرب لابن منظور ج4 ص97 فصل الثاء المثلثة.

نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست