المبحث الثالث: سر السلام على الإمام الحسين بابن سيدة النساء

ولعل سبب اختيار الإمام الباقر صلوات الله وسلامه عليه للقب (سيدة نساء العالمين) في فقرات الزيارة والسلام دون بقية ألقاب وأوصاف وأسماء السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها هو لتبيان الفارق ما بين فريق الحق المتمثل بالحسين صلوات الله وسلامه عليه ومعسكره، وما بين فريق الباطل المتمثل بيزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد ومعسكرهم معسكر الشيطان وحزب إبليس.

فالقتيل الشهيد صلوات الله وسلامه عليه هو ابن سيدة النساء، والقاتل هو ابن آكلة الأكباد، وابن مرجانة المعروف بولادته وولادة أبيه من الحرام، والقتيل الشهيد صلوات الله وسلامه عليه هو ابن من عرفها القاصي والداني بتورم قدميها من طول الوقوف بين يدي الجبار حين مناجاتها وتبتلها وصلاتها، والقاتل الظالم هو ابن من عرفها القاصي والداني بالبغاء والزنا، حتى نصبت لطلابها رايات ترشد أهل الفجور إلى بيتها.

وليس أحد من قتلة الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه إلا وهو مشهور بنسبته إلى غير أبيه، وخذ على ذلك ابن مرجانة مثلا وقس عليه الباقين، ومن نسب منهم إلى أبيه ظاهرا فقد افتضح أمره وانكشف سر أمه بمشاركته بقتل الحسين صلوات الله وسلامه عليه، لان الأحاديث الصحيحة صرحت وبشكل لا يقبل الشك، بأن قتلة الأنبياء وأبناء الأنبياء من الأوصياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لا يكونون إلا من ولادة غير شرعية، فعن أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه انه قال: (كان قاتل يحيى بن زكريا عليهما السلام ولد زنا وكان قاتل الحسين عليه السلام ولد زنا) وعن أبي جعفر الباقر صلوات الله وسلامه عليه انه قال: (إن الله جعل قتل أولاد النبيين من الأمم الماضية على يدي أولاد الزنا) [137].

[137] كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه ص161 الباب (25 ما جاء في قاتل الحسين وقاتل يحيى بن زكريا عليه السلام.