responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 163

«عَلى‌ أَلَّا تَعْدِلُوااعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى‌ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌبِما تَعْمَلُونَ‌ [1]» تقوى الدين مرتبطة بالعدل، والعدل مرتبط بتقوى الدين، فلا تقوى بغير عدل، والعدل الذي أمر به الدّين لم يقيّد بدائرة من الدوائر البشرية ولا بحالة من الحالات ومورد الأمر بالعدل في الآية قومٌ بين المؤمنين وبينهم بغضاء فالعدل ثابت اسلاماً في مورد البغضاء والعداوة فضلا عن غيره.

وإنه الأمر الجازم الحاسم في الآية الكريمة بالقيام لله، بصيغة المبالغة- قوّامين- ولم تقل الآية الكريمة قائمين. هذه الصيغة المبالغ فيها للقيام لله تعني قيام العلم، وقيام العدل، وقيام الحق، وقيام البناء والإعمار الصالح في الأرض كلّ الأرض، وفي الأزمان كلّ الأزمان. وهو عدل حتى مع العدو، ولا تمنع منه البغضاء.

«وَ تَعاوَنُوا عَلَىالْبِرِّ وَ التَّقْوى‌ وَ لا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ‌[2]» وهناك تعاونان: تعاونٌ يشيع في الأرض على الإثم والعدوان، والتعاون الذي تأمر به السماء وتقرره الشريعة وتحتضنه حضارة الإيمان هو تعاون على البر والتقوى، «وَ تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى‌ وَ لا تَعاوَنُواعَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُالْعِقابِ‌ [3]» فلو تُعووِن على الإثم والعدوان من أمة الإسلام على أي طرف في الأرض لكان في ذلك خروج على مقتضى الآية الكريمة، وعدول عن منهج الله. [4]

«فَإِنْ تابُوا وَ أَقامُواالصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ ....[5]» الشرك يعادي بين المؤمن وغيره ما دام ذلك الغير مشركاً، والشرك أمرٌ اختياري يمكن التخلص منه وليس هو على حدّ اللون أو العرق لا خيار للإنسان فيه، ولا على حدِّ القِطريّة والإقليمية التي لا يمكن أن تتسع لكل الناس، ولا على حد اللغة


[1] سورة المائدة: 8.

[2] سورة المائدة: 2.

[3] سورة المائدة: 2.

[4] خطبة الجمعة (170) 30 شعبان 1425 ه-- 15 اكتوبر 2004 م‌

[5] سورة التوبة: 11.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست