الله ورسوله وغيرها
لا شجرة الزقوم ولا غيرها من التأو يلات التي صيغت بأخرة لإبعاد الآية الكريمة عن معناها الحقيقي[153] .
المجتهدون الأوائل ودورهم في التشريع :
أبانت دراساتنا السابقة
عن ( وضوء النبيّ ) و( منع تدو ين الحديث ) و( تاريخ الحديث النبوي الشريف )[154] بروز نهجين بعد رسول الله 0 كان موجودين في حياته :
[153] وللتاكيد انظر : كتاب المأمون
العبّاسي في تاريخ الطبري 10 : 57 ـ 58 حتى تقف على الفهم السائد في
القرون الأولى بالنسبة للشجرة الملعونة وأنّها تعني بني أميّه وأن أهل البيت هم
العترة ـ والكتاب طو يل نأخذ من قوله ـ : فجعلهم
الله أهل بيت الرحمة وأهل بيت الدين ، أذهب الله عنهم الرجس وطهرّهم
تطهيرا ، ومعدن الحكمة ، وورثة النبوة ، وموضع الخلافة ،
وأوجب لهم الفضيلة ، وألزم العباد لهم الطاعة ، وكان ممن عانده ونابذه
وكذّبه وحاربه من عشيرته العدد الأكثر ، والسواد الأعظم ، يتلقّونه
بالتكذيب والتثريب ، ويقصدونه بالأذيّة والتخو يف ، ويبادونه
بالعداوة ، وينصبون له المحاربة ، ويصدّون عنه من قصده ، وينالون
بالتعذيب مَن اتّبعه ، وأشدّهم في ذاك عداوة وأعظمهم له مخالفة ،
وأوّلهم في كلّ حرب ومناصبة ، لا يرفع على الإسلام راية إلّا كان صاحبها
وقائدها ورئيسها في كلّ مواطن الحرب من بدر ، وأحد ، والخندق ،
والفتح : أبو سفيان بن حرب ، وأشياعه من بني أميّة الملعونين في كتاب
الله ، ثمّ الملعونين على لسان رسول الله في عدة مواطن وعدّة مواضع ؛
لماضي علم الله فيهم وفي أمرهم ، ونفاقهم ، وكفر أحلامهم ، فحارب
مجاهداً ، ودافع مكابداً ، وأقام منابذاً حتّى قهره السيف ، وعلا
أمر الله وهم كارهون ، فتقوَّل بالإسلام غير منطو عليه ، وأسرَّ الكفر
غير مقلع عنه ، فعرفه بذلك رسول الله والمسلمون وميّز له المؤلفة قلوبهم
فقبله ، وولده على علم منه ، ممّا لعنهم الله به على لسان نبيه وأنزل به
كتاباً قوله : وَالشَّجَرَةَ
الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إلّا طُغْيَاناً
كَبِيراً
ولا اختلاف بين أحد أنّه أراد بها بني أميّة ، ومنه قول الرسول 1 وقد رآه مقبلاً على حمار ، ومعاوية يقود به ، ويزيد ابنه يسوق
به : لعن الله القائد ، والراكب ، والسائق
[154] طبع سابقا في مجلة تراثنا ( الأعداد 53 ـ 60 ) تحت عنوان ( السنّة بعد الرسول ) .