أوّلاً ، أو للشجرة باعتبار أن المراد بها بنو أميّة ولعنهم لما صدر منهم من
استباحة الدماء المعصومة ، والفروج المحصنة ، وأخذ الأموال من غير حلها ومنع الحقوق عن أهلها ، وتبديل الأحكام ، والحكم بغير ما أنزل الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام ، إلى غير ذلك من القبائح العظام والمخازي الجسام التي لا تكاد تُنسى
ما دامت الليالي والأيام .
وجاء لعنهم في
القرآن، إما على الخصوص كما زعمته الشيعة ،
أو على العموم كما نقول ، فقد قال سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وقال عزّوجلّ: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ
وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ
فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ إلى آيات أخر ، ودخولهم في عموم ذلك يكاد يكون دخولا أوّليّاً [151] ، انتهى موضع الحاجة من كلام الآلوسي .
وقال القرطبي في
تفسيره : « فنزلت
الآية مخبرة أنّ ذلك من تملّكهم وصعودهم [ أي نَزْوِهِم على منبره نزو القردة ] يجعلها الله فتنة للناس
وامتحاناً ، وقرأ الحسن بن عليّ في خطبته في شأن بيعته لمعاوية: وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ. قال ابن عطية : وفي هذا التأو يل نظر ، ولا يدخل في هذه الرؤيا ، عثمان ، ولا عمر بن عبدالعزيز ، ولا معاوية »[152] .
وعليه فلا يصحّ ما
قالوه من تكلّفات في كلمة الرؤيا والشجرة الملعونة في الآية ، مع وضوح أنّ الملعونين في القرآن هم جند إبليس واليهود ، والمشركون ، والمنافقون ، والذين ماتوا وهم كفار ، والذين يكتمون ما
أنزل الله ، والذين يؤذون
[151] تفسير روح المعاني 15 : 107
ـ 108 ، هذا ومن المفيد الرجوع إلى التفسير الكبير للرازي 20 : 236
ـ 237 لملاحظة سائر الأقوال في الآية المباركة .