اللهُ له ما شاء من
الرسل والملائكة ، فنزل مَلَك لم ينزل قبل ذلك اليوم ،
عرفت الملائكة أنّه لم ينزل إلّا لأمر عظيم ،
فكان أوّل ما تكلّم به حين نزل ، قال : الله أكبر ، الله أكبر ، فقال الله عزّ وجلّ : أنا كذلك ، أنا الأكبر لا شيء أكبر مّني .
ثمّ قال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، فقال الله : أنا كذلك لا إله إِلاّ أنا . ثمّ قال : أشهد أن محمّداً رسول الله ، فقال الله : نعم ، هو رسولي بعثته برسالتي وأئتمنته على وحيي .
ثمّ قال : حيّ على الصلاة ، فقال الله : أنا افترضتها على عبادي وجعلتها لي رضا .
ثمّ قال : حيّ على الفلاح ، فقال الله : قد أفلح من مشى إليها وواظب عليها ابتغاء وجهي . ثمّ قال : حيّ على خير العمل ، فقال الله : هي أزكى الأعمال عندي وأحبها إليَّ .
ثمّ قال : قد قامت الصلاة ، فقام رسول الله
0 ومن كان عنده من الرسل والملائكة . وكان المَلَك يؤذّن مَثْنى مَثْنى ،
وآخِر أذانه وإقامته : لا إله إلّا الله . وهو الذي ذكر الله في كتابه :وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ . قال محمّد بن الحنفية : فتَمّ له يومئذ شرفُه على الخلق .
ثمّ نزل فأمر أن يؤذَّن بذلك الأذان[61] .
الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين 1 ( ت 94 ه ) وابنه زيد :
عن زيد بن عليّ ، عن آبائه ، عن عليّ : « أنَّ رسول
الله عُلِّمَ الأذان ليلة المسرى ، وبه فُرِضَت عليه »[62] .
وقال الإمام الهادي
بالله ـ من أئمّة الزيديّة ـ في كتابه الأحكام : « قال يحيى
ابن الحسين رضي الله عنه : والأذان فأصلُه أنَّ رسول الله 0 عُلِّمَه ليلةَ المسرى ،
[61] الأذان بحيّ على خير العمل للحافظ
العلوي 18 ـ 19 - وبتحقيق عزّان 58 - الايضاح للقاضي
نعمان : 107 -
[62] كنز العمّال
12 : 350/35354 ، عن « ابن مردويه » .