الحَسَنِ أو
الحُسَينِ 3 ،
ومَن خلع طاعتَه فقد ضَلَّ . وهم يَرَوْن أن الإِمام المَهْدِيَّ المُنْتَظَر من ولَد الحُسَين
دون ولد الحسَن رضي الله عنهما ، ومن خالف في ذلك فقد أخْطَأ .
ومن قال : إِنَّ الشيخين أبا بَكْر وعُمَر أفضلُ من عَلِيٍّ وبَنِيه فقد أخْطأَ
عندهم وخالَف زَيداً في مُعْتَقَدِه. ويقولون :
إنّ تَسْلِيم الحَسَنِ الأمْرَ لمعَاويةَ كان لمصْلَحة آقتضاها الحال ، وإن كان الحقُّ له .
قال في « التعر يف » : وأَيْمانُهم أَيْمانُ أهْلِ السُّنَّة، يعني فيحلَّفون كما تقدّم ، ويزاد فيها : وإِلاَّ بَرِئْتُ من مُعْتَقَدِ زيد بن عَلِيّ ، ورأيتُ أنَّ قَوْلِي في الأذانِ : « حَيَّ على خَيْرِ العَمَل » بِدْعةٌ ، وخَلَعتُ طاعة الإِمام المعصوم الواجب الطَّاعة ، وآدّعَيْتُ أن المَهْدِيَّ المنتَظَر ليس من وَلَد الحُسَينِ بن عليّ ، وقلتُ بتَفْضِيل الشيخين على أمير المؤمنين عَلِيٍّ وبَنِيه ، وطعَنْتُ في رَأْي ابنِهِ الحسن لما اقتضته المَصْلَحةُ ، وطعَنتُ عليه فيه[969] .
النتيجة
وعليه فشرعية « حيّ على خير العمل » ثابتة عند الشيعة بفرقها الثلاث : ـ الإمامية الاثني عشرية ، والزيدية ، والإسماعيلية ـ وعند بعض الصحابة ، وإنّ هذه الجملة هي أصل لما فُسّر في كلام الأئمّة: بـ « محمّد وعليّ خير البشر » و« محمّد وآل محمّد خير البرية » و« أنّ عليّاً وليّ الله » ، فتارة كانت الشيعة تصرح بهذا التفسير ،
وأخرى لا تصرح به ، نتيجة للظروف القاسية التي كانت تمر بها .
و يؤكّد التفسيرية التي قلناها ما أجاب به السيّد المرتضى رحمه الله ( ت 436 هـ ) فإنه سئل : هل يجب في الأذان بعد قول « حيّ
على خير العمل » :
[969] صبح الاعشى في صناعة الإنشاء للقلقشندي
13 : 231 -