« محمّد وعليّ خير البشر » ؟ فأجاب : إن قال « محمّد وعليّ خير البشر » على أنّ ذلك من قوله
خارج من لفظ الأذان جاز ، فإنّ الشهادة بذلك صحيحة ، وإنّ لم يكن فلا شيء
عليه[970] .
وقال ابن البراج ( ت 481 هـ ) في مهذبه : ويستحب لمن أذّن أو أقام أن يقول في نفسه عند « حيّ على خير العمل » : « آل محمّد خير البرية » مرتين[971] .
وكذا يُفهم من كلام الشيخ الصدوق ( ت 381 هـ ) أن الذين كانوا يأتون بهذه الصيغ الثلاث
أو الأربع !
كانوا يأتون بها على أنّها صادرة عن أئمّة أهل البيت ؛ لقوله رحمه الله : « وفي بعض رواياتهم ومنهم من روى بدل ذلك »[972] .
فاختلاف الصيغ عند
المؤذنين ، وإتيانها في بعض الأحيان بعد الحيعلة الثالثة وأخرى بعد الشهادة
الثانية تشير إلى عدم جزئيتها وكونها تفسيرية .
إذاً عمل الشيعة
وتفسيرهم هذا لم يكن عن هوى ورأي ، بل لما عرفوه ووقفوا عليه في مرويات ائمتهم الموجودة عندهم ، وهذا لو جمع إلى سيرة المتشرعة من الشيعة في كل الازمان والاصقاع في
« حيّ على خير العمل » وأنّ المعنيَّ به عندهم الولاية لوقفت على حقيقة أخرى لم تنكشف لك من
ذي قبل[973] . وممّا يستأنس به لذلك أذان الشيعة بحلب سنة 367 هـ حيث إنّهم كانوا
يقولون في أذانهم « حيّ على خير العمل محمّد وعليّ خير البشر » ، وكذلك في أذانهم باليمامة سنة 394 هـ ،
ففيه « يقولون في الإقامة : محمّد وعليّ خير البشر وحيّ على خير العمل » .
[970] رسائل الشريف المرتضى 1 : 279 -
ومثله جواب القاضي ابن البراج في جواهر الفقه : 257 -