جاء في ( زبدة الحلب من تاريخ حلب ) : وشرع نور الدين[936] في تجديد المدارس والرباطات بحلب ،
وجلب أهل العلم والفقهاء إليها ، فجدّد المدرسة المعروفة بالحلاويين في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، واستدعى برهان الدين عليّ بن الحسن البلخي الحنفي وولاّه تدريسها ، فغيّر الأذان بحلب ، ومنع المؤذنين من قولهم « حيّ على خير العمل » ، وجلس تحت المنارة ومعه الفقهاء وقال لهم :
من لم يؤذن الأذان المشروع فألقوه من المنارة على رأسه ،
فأذنّوا الأذان المشروع واستمر الأمر من ذلك اليوم [937]
قال الذهبي في
سيرأعلام النبلاء[938] في ترجمة عليّ بن الحسن بن محمّد أبي الحسن الحنفي الفقيه : سمع بما وراء النهر وتنتسب إليه المدرسة البلخية ويلقب بالبرهان ، وهو الذي أبطل من حلـب الأذان بـ « حيّ على خير العمل » ، مات سنة 548 -
وكان المقدسي قد
نوه عن إبطال الأذان بـ « حيّ على خير العمل » ، بقوله : ورد الخبر من ناحية حلب بأنّ صاحبها نور الدين بن أتابك أمر بإبطال « حيّ على خير العمل » في أواخر تأذين الغداة والتظاهر بسب الصحابة وأنكر ذلك إنكاراً
شديداً ، وساعده على ذلك جماعة من السنة بحلب ،
وعظم هذا الأمر على الإسماعيلية وأهل التَّشَيُّع [939]
[936] هو نور الدين أبو القاسم محمود بن زنكي
بن آقسنقر ، المولود سنة 511 هـ ، وكان حنفي المذهب داعية إلى
مذهبه ، وهو مؤسس الدولة النورية في الشام .
[937] زبدة الحلب في تاريخ حلب لابن العديم
2 : 475 ـ 476 -