البشر » ، وأسقط ذكر إسماعيل بن جعفر الذي تنتسب إليه الإسماعيلية ، فلما قتل في سادس عشر المحرم سنة ست وعشرين وخمسمائة عاد الأمر إلى
الخليفة الحافظ وأعيد إلى الأذان ما كان أُسقط منه[933] .
وفي بعض كلام
المؤرخين هذا خطأ ؛ إذ المعروف عن الإمامية والثابت عندهم هو جزئية « حيّ على خير العمل » فلا يجوز رفعه إن كان كتيفات هذا إمامياً بالمصطلح .
وأما الدعاء للإمام
المنتظر وإسقاط ذكر إسماعيل بن جعفر من الخطبة فكانت خطوة سياسية احتمى بها ابن
كتيفات ؛ لأنّه كان سنيّاً لكنّه أظهر التمسّك بالإمام المنتظر .
وهذا ما صرّح به
الذهبي في ( العبر في خبر من غبر ) بأنّ أبويه كانا سنيّين ، قال : فحجر على الحافظ ومنعه من الظهور ،
وأخذ أكثر ما في القصر ، وأهمل ناموس الخلافة العبيدية ، لأنّه
كان سنيّاً كأبيه ، لكنّه أظهر التمّسك بالإمام المنتظر ، وأبطل
من الأذان « حيّ على خير العمل » ، وغيرّ قواعد القوم ، فأبغضه الدعاة والقواد وعملوا عليه[934] .
وقال اليافعي في ( مرآة الجنان وعبرة اليقظان ) : وأهمل ناموس الخلافة العبيدية ؛ لأنّه
كان سنياً كأبيه ، لكنّه أظهر التمسّك بالإمام المنتظر وأبطل من الأذان « حيّ على خير العمل » وغيّر قواعد القوم ، فأبغضه الدعاة والقوّاد وعملوا عليه ،
فركب للعب الكرة في المحرم فوثبوا عليه وطعنه مملوك الحافظ بحربة[935] .
[933] المواعظ والاعتبار للمقريزي
2 : 271 ، وانظر : قصة قتل أبي علي بن كثيفات في الكامل في
التاريخ 8 : 334 أحداث سنة 526 هـ .
[934] العبر في خبر من غبر
4 : 68 ، شذرات الذهب 2 : 78 ، سير أعلام النبلاء
19 : 509 ـ 510 -