ولي الحافظ لدين
الله الفاطمي ( عبدالمجيد حفيد المستنصر بالله )
بعد قتل ابن عمه أبي عليّ منصور الآمر بأحكام الله في سنة أربع وعشرين وخمسمائة .
قال العلاّمة أبو
المظفر في مرآة الزمان : ولما استمر الحافظ في خلافة مصر ضعف أمره مع وزيره أبي عليّ أحمد
بن الأفضل أمير الجيوش ، وقويت شوكة الوزير المذكور وخطب للمنتظر المهدي ، وأسقط من الأذان « حيّ على خير العمل » ، ودعا الوزير المذكور لنفسه على المنابر « بناصر
إمام الحق ، هادي العصاة إلى اتّباع الحق ،
مولى الأمم ، ومالك فضيلتي السيف والقلم » فلم يزل حتّى قتل
الوزير[926] .
وقد تكلّم المقريزي
في ( اتعاظ الحنفاء ) عن أبي عليّ أحمد بن الأفضل ،
فقال : وكان إمامياً متشدّداً فالتفت عليه الإمامية ولعبوا به حتّى أظهر
المذهب الإمامي وتزايد الأمر فيه إلى التأذين فانفعل بهم ،
وحسّنوا له الدعوة للقائم المنتظر فضرب الدراهم باسمه ونقش عليها « الله الصمد ، الإمام محمّد » إلى أن يقول : وكان قد أسقط منذ إقامة الجند ذكر إسماعيل بن جعفر الصادق الذي
تنسب إليه الطائفة الإسماعيلية ، وأزال من الأذان قولهم فيه « حيّ
على خير العمل محمّد وعليّ خير البشر » ، وأسقط ذكر الحافظ من الخطبة ،
واخترع لنفسه دعاءً يُدعى به على المنابر [927]
وقال أبو الفداء في
تاريخه : ثمّ دخلت سنة ست وعشرين وخمسمائة ،
فيها قُتِلَ أبو عليّ بن الأفضل بن بدر الجمالي وزير الحافظ لدين الله العلوي ، وكان أبو