فأخذ قناديل الكعبة
وسقورها وصفائح الباب والميزاب ، وصادر أهل مكّة فهربوا ، وكذا فعل أمير
المدينة مهنّأ وقَطَعَاً الخطبة للمستنصر [ الفاطمي ] وخطبا لبني العبّاس ـ الخليفة القائم بأمر الله ـ وبعثا إلى السلطان
ألب أرسلان السلجوقي حاكم بغداد بذلك ، وأنّهما أذّنا بمكة
والمدينة الأذان المعتاد وتركا الاذان بـ « حيّ
على خير العمل » ، فأرسل ألب أرسلان إلى صاحب مكّة أبي هاشم المذكور بثلاثين ألف دينار ، وإلى صاحب المدينة بعشرين ألف دينار ،
وبلغ الخبر بذلك المستنصر فلم يلتفت إليه لشغله بنفسه ورعيته من عظم الغلاء[914] .
وفي أحداث سنة 464
قال : بعث الخليفة بأمر الله الشريف أبا طالب الحسن بن محمّد أخا طرَّاد
الزينبي إلى أبي هاشم محمّد أمير مكّة بمال وخلع ،
وقال له : غيِّر الأذان وأبطل « حيّ على خير العمل » ، فناظره أبو هاشم مناظرة طويلة وقال له :
هذا أذان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ،
فقال له أخو الشريف : ما صحَّ عنه وإنّما عبدالله بن عمر بن الخطاب روي عنه أنه أذّن به في
بعض أسفاره ، وما أنت وابن عمر ! فأسقطه من الأذان[915] .
وجاء في تاريخ
الخلفاء بأن الخطبة اُعيدت للعبيدي بمكة في سنة 467[916] .
الشام ( سنة 468 ه )
جاء في ( مآثر الإنافة ) للقلقشندي : تغلّب على دمشق اتسز بن ارتق الخوارزمي المعروف بالاقسيس ، أحد أمراء السلطان ملكشاه السلجوقي [ ابن ألب ارسلان ] في سنة 468 وقطع الخطبة
بها للمستنصر الفاطمي وخطب