خير العمل » ، فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار وخلعاً نفيسة وأجرى له كلّ سنة عشرة
الآف دينار[910] .
ثمّ ذكر في حوادث
سنة 463 كيفية استيلاء السلطان ألب أرسلان على حلب ،
إلى أن قال : وقد وصلها نقيب النقباء أبو الفوارس طِراد بالرسالة القائمية ، والخلع ، فقال له محمود ؛ صاحب حلب : أسالك الخروج إلى السلطان واستعفائه لي من الحضور عنده ، فخرج نقيب النقباء ، وأخبر السلطان بأنّه قد لبس الخِلَعِ القائمية وخطب ، فقال : أيّ شيء تساوي خطبتهم وهم يؤذنون «حيّ على خير العمل» ؟ ولابد من الحضور ودوس بساطي ،
فامتنع محمود من ذلك .
فاشتدّ الحصار على
البلد ، وغلت الأسعار ، وعظم القتال وزحف السلطان يوماً وقرب من البلد ، فوقع حجر منجنيق في فرسه ، فلما عظم الأمر على
محمود خرج ليلاً ، ومعه والدته منيعة بنت وثّاب النميري ،
فدخلا على السلطان وقالت له : هذا ولدي فافعل به ما تحبّ ، فتلقاهما بالجميل
وخلع على محمود وأعاده إلى بلده فأنفذ إلى السلطان مالاً جزيلاً[911] .
وخطب محمود بن صالح
بحلب للقائم بأمر الله وللسلطان ألب أرسلان
فأخذت العامة حُصُرَ الجامع ، وقالوا : هذه حُصُرُ عليّ بن أبي طالب ،
فليأتِ أبو بكر بحُصُر يصلّي عليها الناس[912] .
وفي ( النجوم الزاهرة )[913] عن الشيخ شمس الدين بن قزاوغلي في المرآة ،
قال : وضاقت يد أبي هاشم محمّد أمير مكّة بانقطاع ما كان يأتيه من مصر ،