ثمّّ أمر في سنة
تسع وتسعين وثلاثمائة بترك صلاة التراويح ،
فاجتمع الناس بالجامع العتيق ، وصلّى بهم [ إماماً ] جميع رمضان ، فأخذه وقتله ، ولم يصلِّ أحد التراويح إلى سنة ثمان وأربعمائة ، فرجع عن ذلك وأمر بإقامتها على العادة .
وبنى الجامع براشدة ، وأخرج إلى الجوامع والمساجد من الآلات والمصاحف ، والستور والحصر ما لم ير الناس مثله ،
وحمل أهل الذمة على الإسلام ، أو المسير إلى مأمنهم ، أو لبس الغيار ، فأسلم الكثير منهم ، ثمّ كان الرجل منهم بعد ذلك يلقاه فيقول له :
إني أريد العود إلى ديني ، فيأذن له ، ومنع النساء من الخروج من بيوتهن [877]
وممّا يجب التنويه
به هنا هو أن الحكام ـ بوصفهم حكّاماً ـ قد يتخذون بعض المواقف لمصلحة ،
وقد تتدخل السياسة في بعض تصرفاتهم ، ولا أستثني الفاطميين
من العباسيين أو العكس ، فهم بشر كغيرهم لهم ميولاتهم ونزعاتهم ،
ولا يمكن النجاة من ذلك إلّا بالإمام المعصوم .
بل الذي ذكرناه أو
نذكره ما هو إلّا بيان لامتداد النهجين ، وإن استُغلّ من قبل
الحكام في بعض الحالات .
اليمامة ( سنة 394 ه )
ذكر ناصر خسرو
المروزي الملقّب بحجّة المتوفّى سنة 450 هـ في رحلته وعند حديثه عن أحوال مدينة
اليمامة : وأمراؤها علويّون منذ القديم ،
ولم ينتزع أحد هذه الولاية منهم ومذهبهم الزيديّة ، ويقولون في الإقامة ( محمّد وعليّ خير البشر وحيّ على خير العمل )[878] .