جاء في ( النجوم الزاهرة ) : أنّ الحاكم بأمر الله العبيدي أرسل إلى
مدينة الرسول إلى دار جعفر الصادق مَن فتحها وأخذ منها ما كان فيها من مصحف وسرير
والآت .
وكان الذي فتحها ختكين العضدي الداعي ، وحمل معه رسوم الأشراف ، وعاد إلى مصر بما وجد في الدار . وخرج معه من شيوخ العلوية جماعة ، فلمّا وصلوا إلى الحاكم أطلق لهم نفقات
قليلة وردّ عليهم السرير وأخذ الباقي ، وقال : أنا أحقّ به ، فانصرفوا داعين عليه ، وشاع فعله في الأمور التي خرق العادات
فيها ودعي عليه في أعقاب الصلوات ،
وظوهر بذلك فأشفق فخاف ،
وأمر بعمارة دار العلم وفرشها ،
ونقل إليها الكتب العظيمة وأسكنها من شيوخ السنّة شيخين يُعرف أحدهما بأبي بكر
الأنطاكي ،
وخلع عليهما وقرّبهما ورسم لهما بحضور مجلسه وملازمته ، وجمع الفقهاء والمحدثين إليها وأمر أن
يقرأَ بها فضائل الصحابة ،
ورفع عنهم الاعتراض في ذلك ،
وأطلق صلاة التراويح والضحى ،
وغيَّر الأذان وجعل مكان « حيّ
على خير العمل »
« الصلاة
خير من النوم » ، وركب بنفسه إلى جامع عمرو بن العاص وصلّى
فيه الضحى ،
وأظهر الميل إلى مذهب مالك والقول به وأقام على ذلك ثلاث سنين ، وفعل ما لم يفعله أحد .
ثمّ بدا له بعد ذلك
فقتل الفقيه أبا بكر الانطاكي والشيخ الآخر وخَلقاً كثيراً من أهل السنّة ، لا لأمر يقتضي ذلك ، وفَعَلَ ذلك كلّه في يوم واحد ،
وأغلق دار العلم ، ومنع من جميع ما كان فعله[879] .
وقال المقريزي في ( المواعظ والاعتبار ) : وفي صفر سنة أربعمائة شُهِر جماعة